Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Facebook.com/LharbaPliz
21 mai 2007

...إلى من أهواها والى قلبها أسعى إلى مثواها...

...إلى من أهواها والى قلبها أسعى إلى مثواها... الى حبيبتي، روحي .

خلف أصوار الحيرة، قبعت.. وحيرتي بيدي، أناجي روحي السليبة، أن تزيل ألغام اللحظة الأخيرة، بان تصب وديان الفرح في وريد السكينة، لأنعم بسبات الأيام العصيبة. خلف وراء خطوطي.. تندس التساؤلات، وملابس الضجر تحويني، فرصاص المسمى الخيانة.. أصابني.. اغتصب راحتي كما يغتصب الرعد السحاب. ها أندا أقف على تلال سواد عيونك..أراقب صحراء عمري وشتاء حبك  تسقيها، وحر شمسك تحرق رميلاتها، لتندس عصبية كلماتك إلى قلبي، وأشاهد الغروب أم الشروق.. لازلت انتظر فوق تلال عيونك، أمواج الطوفان.. تغرقني.. أو سفينة الرجاء تشيلني من تبعات ظلال ابتسامتك. خلف اسم حبي.. يرقد حبي لسيدة روحي، حباُ لم يمتلكني من قبل. خلف دموعك يا سيدتي.. اطلب منك السماح، لألا يزداد جرح أبجدية حروف الحب. خلف أوراق مدونتي.. أعترف بثقافتي العرجاء، العمياء، صورة بلا ألوان، لرجل يموت لهواك. اضحكوا يا سادة  يمينا وشمالا, فلا يهم غير حبيبتي سهام أن تعرف أني أحبها، حب لم تعرفه المدونات، حب لم يصفه المداد.. نادوني بأبله بين صفوف الأغبياء أو الضعفاء، لأن حبي أسمى من الكلمات، وأتحدى أن يخطف قلبي سوى سهام.

اكتب لكم يا سادة لتشهدوا، على قبلاتي لحبيبتي، ومن يشك فليوقع على التعليقات، ومن يجد أني ألعب بكلمات القلوب.. يتناول سهام الشكوك.. والى قلبي يسدد بقوة الأسود، والى القبور.. اقبع آخر العصور. احبك أنت يا سيدة روحي.. قلبي لا يعرف إلا حدود اسمك الناري، وفي جسدي، تسكن أسمى المعاني.. احبك يا قطة محمد الهاوي، والى دربك أسير مشية الثعبان، لأمسح  دموع قلبك الصافي. احبك ثم احبك رغم أني جرحتك.. والى مصالحتك أعرض عن العالم، لتبقى كلماتي شاهدة على كلامي.


سيدة روحي


ليس عيباُ أن نقول احبك يا حبيبتي، احبك يا أمي، احبك يا أبي، احبك يا صديقي... ليس عيباُ أن نصف ولو شيئاً قليلا من إحساسنا لأناس، نحبهم، نذوب في هواهم. ليس عيباُ أبدا أن يجاهر الرجل بما يكنه لحبيبته، لن ينقص شيئاُ من رجولته، أو ينقص من هرم كرامته. الحب عطاء، إحساس، فل ندع من نحبهم، يعرفون مدى حبنا لهم. وأنا بدوري  سأشق طريق الكلمات لتعرف حبيبتي سهام كم احبها. احبك يا سيدة روحي.

سيدة روحي... أسرتني في عالمها الصغير، سيدة روحي أذابت نار الثلوج من على صدري. سيدة روحي... طردت النوم من عيوني، حتى سكنت ابتسامتها، صورتها، كلامها، عينيها الجميلتين، روحي الجديدة. سيدة روحي... أوقعتني في دائرة التعرف على الذات، بين الحلم والسراب. تهت سيدتي في عناوينك الجريحة، باحثاُ عن عراف يخرجني من حلمي، يمسح اسم امرأة سلبت حياتي اللعينة، بدون استئذان، بدون إعلان. أبوح لك بكل جرأة الغجر يا سيدة روحي... أني ذقت طعم الحب مرات ومرات،أذقت سم الحواس، لبنات صادفهم قطار الحياة. متهور أنا،  لست بملاك يناجي في الظلمات، بل من يلعب بالكلمات، ليرضي غرور الذات. لكن حبك شيء ثاني، شيء يرسم ابتسامة على قلبي، شيء يجمدني، لما تلامس عيني عينك الدافئتين، شيء يبعد عني الكلمات لأدخل عالم التهيؤات. شيء يخجلني من نفسي، ومن قساوة تجاعيد مداد الصفحات. سيدة روحي...دخلت من الباب وفي يديها السلام، وصورة ملاك من دخان، يرقد في عيونها، أدركت حزن سيدة روحي... من أول نظرة لقاء، لم أحاول أن اهرب بعيداً، استسلمت، لأسبح داخل عيون الملاك، كي يدب البريق من جديد لروح الملاك، وأذوق حب المعاناة. سيدة روحي... أوقع على بياض ما بين الصفحات،  بان أكون لك اسم على الغلاف، يزين رواية الزمان، أن أكون نقط فصول الأوراق، ليشهد القراء، على استسلام قلم الرصاص. احبك سيدة روحي... احبك، ولم يعتريني شعور من قبل، أن احلم بك، وعيني للسماء، أن اطلب العون من السحاب، أن أطير بين نفخات الرياح، لأصل إلى حدود ظلال المسماة سهام، أن امحي ذكرى شلالات من قرص عيونك الجميلتين. احبك يا أحلى سراب، يا من دب الهواء لقصب جوفاء، يا من تعذبني أحلى وارق عذاب. أنا على عتبة الزمان، كي انقش اسمي بذهب من نار، لأكون بجوار من ملك روحي، عقلي، احبك ثم احبك، ولن اكف عن حبك حتى لو تطايرت الأوراق من الكتاب، فحبك شيء ثاني لم يكن على بالي.


عيد ميلاد سعيد



تدلت خيوط  صفراء من الزجاج،

تلامس وجهها الجميل، تدفئها، لتزيل عنها برود الشتاء الطويل، وابتسامة يوم العيد تزين

ماضيها الحزين. تتقلب على جنبات السرير، وزقزقة العصافير تنادي بأعلى أشجانها، لتسمعها أغنية العيد.

عانت كثيراً، حتى غرقت عيناها في نهر الدموع الأليم.طيلة سنين والحزن رفيقها الوحيد.

لم يقترب أحد إلى سلالم قلبها سوى من خدش حبها الوحيد. اليوم عيد الميلاد، وفي جعبتها أماني الأيام الآتية،

اليوم ستجف الدموع، ولن تباغتها الذكريات من جديد. ستذوق حلاوة الحياة ويديها تقود عجلات الطريق،

ستنسى مرارة الحسرة، وتبلع نخب أغاني العيد. اليوم  وكل يوم عيد في دنيا المسير،

لن تتجمد قدماها على عتبة التفكير، بل ستطير على بساط علاء الدين ، لنرى إشراقة الربيع.

فتحت عينها، ولهفة تعتريها لتحضن هدايا العيد، وأنا وراء الزجاج التقط الكلمات، لأقول لها عيد ميلاد سعيد


أنتظرك



لا تستغربي، فما زلت على قيد الحياةـ ولا تستغربي عندما تستلمين رسالتي هاته، ولا تتاسائلين.... فما يمكن  قوله هو أنني أحسست بشيء في جعبتي، فلم أجد أحدا غيرك، لم أنسى تلك الطفلة الصغيرة، لن العب بعواطفك، لأقول لك كلام الحب المعسول. استهلكت ثلتي الحب على وجه البسيطة، والثلث الباقي استهلكه الآخرون في حب أمهاتهم،لذا  كففت عن الحب. لا تلوميني، فأنت لا تدرين صعوبة العيش في هذه الدنيا العجيبة، والشبيهة  بمسرح الرومان الكبير. الواقع مر بطبعه، فالطرق المعبدة لم تسلم من الأشواك. اذكر يوماً أني اشتهيت أن أشم رائحة الأزهار، فذمتني لأشم رائحة السناجب. رياح الزمان عاتية يا حبيبتي أو التي كانت حبيبتي، رياح تأخذني على بساط علاء الدين، لأصحو وجسمي يحتضن الأرض، كسرت جناحاي، فصرت امشي على هامش الطريق، ورأسي مختبئاُ بين كتفي. أفكر لماذا؟ وكيف ؟ تبخر حلمي، فضاعت عناويني، لم اجن بعد ولكنها نهايتي الأكيدة.

آسف إذا أزعجتك، وألف آسف إذا ذكرتك بذاك الشبح، لا تتسائلي ، ولا تستغربي، فانا أهذي فقط، بل افرغ  ما في صدري على صفحات الورقـ، ليجد النوم طريقاً إلى جسمي، ربما أنام بسلام. فهل تعلمين كم احتجتك، ولم أجدك، حتى ملامح ابتسامتك تلاشت من مخيلتي، حتى قلبي المكلوم أصابه الصدئ، لم اعد اشعر بأشعة الشمس تدفئ جوانحي، ولم يزر مهجتي الصباح، انتظرت أن تعانق شفتي تقاسيم  الخدود، فلم احصل إلا على أحلام اليقظة. كتبت لك كل احتياجاتي، وأحرقت دموع الشموع لتشاطرني بنيان مدن من الخيال، سهرنا ليال على نغمات المطر، نقص على بعضنا قوافي الإعصار القادم إلينا. أتعلمين أن الشموع أحرقتني، لتعلمني معنى السهر، لأصير على درب الخيانة وفياُ، فالثعابين تغير جلودها، والحرباء تغير لونها، وبدوري غيرت الأقنعة. ادركت قوانين اللعبة، فزت وشربت نخب كل إلتحام، غذت النساء ملابس ارتديها، متى أشاء، أغيرها حسب الموضة وحسب الاحتياج، مزقت قلوبا كثيرة، دنست كل المعاني الجميلة. جائزة أحسن قناع، صارت من نصيبي، لقد منحتها لنفسي، لأني ممثل بارع بكل المقاييس. لكن الأكيد أني دفعت ثمناُ غاليا في حياتي، لحمة بيضاء بدون روح، كانت حلمي، تخليت عنها بأبخس ثمن، لأنها دخلت اللعبة، ولأخرج منتصراُ، تخليت عن حقها في نور الحياة... ومع ذلك لم أجدك يوماُ يا حبيبتي لتنتشليني من هذا الوحل، لأتقاعد من التمثيل، فأنت دائما قريبة وبعيدة، ربما لن تستوعبي شيئاُ من كل هذا الكلام، لتمر القافلة من هنا بدون نباح الكلاب. لكن سطوري تحمل حكايات زمان، وعبر الدموع. انتظرتك وسأظل انتظرك.

أبوح لك بشيء قبل موعد الرحيل: مزقت نفسي إربا  إربا، عاقبت نفسي بنفسي، لعنت اليوم  الذي ولدت فيه بدونك، حياتي الماضية كابوس يؤرقني كل ليلة، لينزف جرحي من جديد. اعلم انك قرأت الفاتحة على روحي، وربما احرق صوري ورسائلي،  فلا عجب في ذلك، ولا عجب أيضا إن كففت من حبك. مدينة أحلامي غمرتها الأمواج، فليس هناك مفر من الغرق. انتهى كل شيء قبل نبدأ، قصة بدون بداية ولا نهاية، وبدون توقيع، شيء مخجل، لكنها ضريبة الحياة والاختيار.

لا تتسائلوا ولا تستغربوا فحبيبتي هي فتاة أحلامي، نسج من الخيال انتظرها، وسأظل انتظرها، فهل ستغفر لي ما فات؟ لا تستغربوا يا سادة لازلت ابحث عنها، وسأصفح عن ماضيها بكل ألوانه، فقط لأني انتظرها ومللت الانتظار


مشاهده طيبة



ارتميت بين أحضان السرير، وعلى يميني قهوتي وسجائري، أمسكت الريمونت، لتبدأ رحلة البحث عن فيلم يرضي غروري ونفسيتي. امتلأت الغرفة بدخان سجائري، لتحمل أحلام اليقظة بين جنبات سرابي، وعيوني تتابع ألوان الشاشة، أحست أصابعي بتعب عن كثره التفتيش، وأنا أصبر نفسي بشيء يسعد وحدتي. لم اعرف كيف انسلخت عن محيطي، لأجد نفسي في موطني، كأن أحدا امسك بي، لا إقتلعني و رماني بين صور ومشاهد، ها أنا والابتسامة على وجهي، اقبل أحبابي، اقبل من نقشوا خدوشاُ على صفحات حياتي، ها أندا بين أحضاني جذوري، آه كل شيء جائز الآن، أركد والعياء لا يعرف طريقا إلي، ابتسم وكأن عيني لن تدمع أبدا، أجوب أحلى وأبذخ الأماكن، ولا نقود في جيبي، آه انه عالمي الآن. اقطع مئات الكيلومترات، لأقابل أناس وددت أن ألقاهم، كل شيء جاهز، آه أحب أن أكون هناك... فجأة أرى هندي على الشاشة ينتشلني من أحلامي، ويرعى انتباهي، انه هو، ممثل من الممثلين الذين أكن لهم كل الحب والاحترام، انه في دور هندي،  والثلج يعم المكان، لم اشعر بسجارتي وهي تقذف رمادها على صدري، حقاُ الفيلم يستحق أن أغوص مع في أدق التفاصيل. هو هندي صياد يعيش على بقايا الفخاخ، لا يتكلم كثيراُ، لكن حركاته كثيرة، هاهي آتيه نحوه لتستقر معه، وهو يحاول أن يبعدها عنه بكل قوه، لا يريدها معه، لكن رأيت تلك رمقة العيون التي تقول انه يحبها إلى أقصى الحدودي، هي بعد لم تستسلم، جالسته ورافقته في أيام الصيد، أقسمت أن تغيره، أن تكسب قلبه، انه الحب من أول نظرة، حب بين أناس خلقوا أن يعيشوا معاً، حباً صادقا بكل المقاييس، بدون الرومانسية الزائدة، أو الأفكار الجريئة والأحضان الدافئة، هاهي تشاهده وهو يصطاد، ونظرة  الرأفة تسكن عيونها على الحيوانات، لكن قلبها ليس ملكها، أنها تحبه بكل حياء، بكل اعتباطية، بكل جنون، من أعماق قلبها ارتبطت بروحها الثانية، روحها الهندية. جمالها الطبيعي، ساعدها على تكسر شوكة الصياد، أن تروضه على الاعتزال. أحس بمشاعره تشتعل على نار بركان، عندما كادت أن تفارق الحياة في بركه الجليد، اعتنى بها، كأنها طفلته الصغيرة، لم يقاوم أن يحافظ على وعده بان لا تلامس شفتاه امرأة. على ضوء المصباح عانقت كلماته صفحات ليروي روايته مع الطبيعة وعن شعبه وعن حبيبته. أخيرا لم يستطع أن يعيش بدون صيد، فلم يجدا ما يقتاتا به، وقررا الذهاب إلى المدينة، هناك لم يسد تلك القروض التي على عاتقه، لم يعرف أين يضع قدميه، إلا أن جاءت رفيقة دربه، بفكرة أن يلقى شبه محاضرات على أغنياء البيض، أن ينشر ثقافة الهنود، والحفاظ على الطبيعة، تلقت عروضه استحسانا، ووفرت له كوخاُ لغابة محمية. انتقلا الحبيبين ليعيشا قصتهما معاُ، وفي صباح آتاه ناشر، طبع كتابه، هي لم تقرأ ولا حرف عن ما كتبه، إلا أن احتوت يديها كتابه، لقد كانت هناك حاضره بكل مفاتنها، طيبتها وصبرها، لقد أضفت رونقاً على كلماته، وأسرت كل من قرأ كتابة، لكن الغريب انه وصفها في كتابه بأنها زوجته، التي يحبها بكل جوارحه. لم تكن هناك مراسيم الزواج بينها، لان الزواج بداية الفراق، نعم انه الاعتقاد السائد هناك. دقت ساعة الصفر، فلا بد أن يسافر إلى انجلترا، لينشر محاضرات ويوقع على كتابه، سيغيب ثلاثة أشهر. نزل رعد على علاقة الحبيبين حتى قررا أن يتزوجا، لتبدأ رحلة الفراق، استغربت لمراسيم الزواج، مراسيم بسيطة ودخان يشمه الزوجين، وعند انتهاء المراسيم، يقبل العريس الخط الذي يربط بين طريق العيون، ويلف العروسين بغطاء من الريش، شعرت حينها ببساطة الزواج، وحلاوة أن تكون مع من تهوى، أن يكون الريش زينة، و مصدر دفئ لما نحس بالبرد، أحببت في تلك اللحظة أن اترك كل شيء وأكون مكانه، أن أعيش بين أحضان الطبيعة، وأحضان الملاك... أفقت من جديد لأتابع المشاهد الأخيرة من الفيلم،  قبلها و قطع المحيط إلى بريطانيا، هناك دافع بشدة عن ثقافة الهنود والحيوانات، احدث ضجة بالعالم، من كان يحضر محضراته، يوافقه رأيه الصائب، حتى انه طلب من ملك بريطانيا أن يكفوا عن قطع أشجاره، لم يجد الخوف طريقاُ إلى قلبه ولا إلى عزيمته، هناك اعترف أمام الكل بحبه لامرأته بكل جرأة، أحس بالدموع على خدوده، وأحسست بدوري بصدق ونبل مشاعره. غادر إلى كندا حيث موطنه، هناك ماذا أقول لكم هناك من أحلى المشاهد التي لم أرها في حياتي، لحظة حضنه حبيبته، لم أتصور أن أرى الشفاه ترتعد من كثرة الحنين أن اسمع تلك الآهات المليئة بكل الحب، فعلا ممثلي المفضل، سيبقى المفضل دائماُ، أما جميلتي الممثلة الهندية فأشك أن طبيعتها تميل إلى دورها. انجلى الرعد عن علاقة الهندين، وكان لا بد أن يحضر اجتماع لكبار قبائل الهنود، ليكرموا مجهوداته، التي أذهلت العالم بأسره، هناك رأيت نظرة الخوف والريب في عيونه وكأن سر كبير سيكشف الليلة، لم يرد الذهاب، لكن زوجته أصرت على أن يحضر الاجتماع، هنا وقف وعيونه تطلب السماح قبل أن يكشف عن سره الأخير، دموع تغسل مقلتيه لتسامحه حبيبته، خوف من أن تزهق روحه، ويتغلغل الموت إلى أحشائه، لكن لابد أن يتكلم، اعترف بأنه لم يكن يوماُ هنديا، بل بريطانياً عشق منذ سنواته الأولى حياة الهنود، قرأ كل شيء عن الهنود، تعمق حتى تقمص دور الهندي، عيون الذهول أصابت زوجته، وهو يكمل حكايته، بأنه مزيف، وخاف أن يصارحها ويفقدها لأنه يحبها، نعم لأنه يحبها، هنا تقاطعه، لأنها أول مرة تسمع كلمة احبك تنطق بها شفتيه، لم تسمعها أبدا منه، أحست  بحبه، لكن لم يبح ولو يوماُ بمشاعره. دموع في عيون الهنديين كأنها تغسل روحيهما، لكن الأكيد أن جاوبها كان الأقوى، أجابته، أنها أحبته من أول نظرة، بدون إنذار، عشقت التراب الذي يمشي عليه، عشقت عيشته البسيطة، ووحدته التي كان فيها، عشقت كل شيء حلو ومر فيه، لم يكن بيدها لكنها أحبته إلى درجة الجنون، وان حبه لن يفارق قلبها، نعم لقد أحبته بكل تصرفاتها الطفولية، وبقبلاتها الدافئة... بيني وبينك أكون تحث قدمي امرأة بنفس مواصفاتها،لأنها الأكيد لن تسمح لي بان اركع على ركبتيها، بالعكس سأحس برجولتي أكثر  معها، وهي لن ترضى بان أكون تحث قدميها... اجتمع الجسدان حول بعضها، وكل دعواتهم أن يظلا ملتصقين. في خيمة تلقى التكريم الذي يستحقه ورقص، رقصة الهنود، رغم أن كبير الهنود الحمر اكتشف حقيقته بدون كلام، لكن بارك خطواته وعامله على انه واحد منهم. في اليوم الاخير من نهاية الفيلم، طرق صحفي باب الهندي ليقول انه يعرف حقيقته، فكان جوابه انه تأخر كثيراُ في هذا السؤال، لكن طلب منه طلبا أخيرا قبل أن يكتب الخبر في الصحيفة أن يحضر إلى محاضرته الليلة، وبعده ليفعل ما يحلو له. أثناء المحاضرة لم أرى وأورع من الخطاب الذي يغرس فينا إنسانيتنا ويذكرنا بأننا اخوان، أحباء، أن لا نحكم على بعضنا البعض من حيث الشكل، ها هو انسلخ من ثيابه الهندية، ليكون إنسانا عاديا يقدم محاضرة، لأصحاب العقول النظيفة، انتهت المحاضرة بين تصفيق الجمهور، حينها اخذ زوجته وذهب في سكون إلى كوخه القديم بين الثلوج،ليموت بعد سنتين سنة 1938 . بعده قرر الصحفي نشر قصة حياته بالكامل. هنا لابد أن نقول ألف شكرا لهذا الهندي، هذا البريطاني،هذا الكاتب، هذا الإنسان على منحه لنا فكرة الغابات المحمية، والمحافظة على الحيوانات من الانقراض....


مسار هارب


اخواني هذه اول مرة اكتب قصة، واتمنى لمن كل من قرأها ان يفيدنا برأيه فيها، لاحاول تصحيح اخطائي في المرة القادمة او اكف عن كتابة القصص.

لا عليك، لقد مر وقت طويل على انقطاع أخبارك. اليوم التقيته بمجمع تجاري، يتجول مع زوجته وشبله الصغير، تغيرت ملامح وجهه كثيراً، حتى طريقة لباسه تغيرت، ألم يكن فقيراً عندما كنا معاً !!! عانقني بقوة ورائحة عطره الغالي تدغدغ انفي وهو يقول: أيعقل أن تكون أنت؟ مرت سنين وأنا أحاول أن اتصل بك، سألت عنك أصدقائنا القدامى، ولا احد نجح في تتبع مسارك أيها الهارب. هنا أحسست بخنجر في يتوسط أحشائي، ما كان علي أن ادخل هذا المجمع اللعين، ما كان علي أن ألتقية. تابع كلامه دون أن يسمح لي بنبس كلمة أو يعرفني على عائلته الصغيرة. بربك أين كنت؟ أين اختفيت هذه السنين، الكل يسأل عنك، حتى أخبارك انقطعت عن أهلك ، ماذا حل بك ؟ هنا قاطعته بلباقة، أول شيء من هذا الولد الصغير؟ ضحك ضحكته المعتادة وهو يقهقه، هذا إلياس ابني الصغير وهذه زوجتي..... سكت قبل أن يكمل اسمها، هنا تحققت من ملامحها، لا يعقل، أيعقل هي سميرة، يا الله لماذا دخلت هذا المجمع اللعين. هنا اجتمعت مهارتي السابقة وبادرته بالكلام لأكسر حاجز الصمت. أين تعمل الآن وماذا حل بأصدقائنا؟ هنا تنفس وكأني أخرجته من موقف لا يحسد عليه. لازلنا نلتقي كل يوم جمعة في نفس المقهى ونلعب الورق لساعات متأخرة، ههههههه يضحك كأنه يذكرني بهزائمي في اللعب، ابتسمت له أبادله نفس الشعور وسؤال بدا يحيرني كيف لعزيز أن تزوج سميرة كيف؟ مسكت إلياس من يده وأخرجت أوراق من جيبي ودسستهم في جيبه ليشتري هديه على مزاجه، قاطعني عزيز لكني أصررت على أن تبقى النقود في جيب إلياس . هنا لاحظت تلك النظرات تحاول اختراق نفسي، سميرة ترمقني وتحاول أن لا يلاحظ عزيز أي شيء.  هنا أعطيت رقم هاتفي لعزيز واعتذرت منه، لأن علي الذهاب، فقبلت إلياس وحضنت عزيز الذي لم يهدأ له بال حتى أعطيته عنواني وأين يلتقيني، ولازالت تلك النظرات مصوبة نحوي. تواعدت أنا وعزيز على لقاء بنفس المقهى، لنرى الشباب ونقص على بعضنا البعض أخبارنا أو بالأحرى أخباري. تبادلنا السلام ولم انظر إلى سميرة ولو للحظه. و حسبت خطواتي وتقدمت ورأسي إلى الأرض نحو مخرج المجمع اللعين. لم أعد أقوى على حمل رجلي، وصور الماضي تمر من بين عيوني، ركبت سيارتي، وصوت الكاسيت يواسيني و يأخذني إلى الماضي، لم أشعر بنفسي، ألا وأنا على شاطئ البحر. كنت في السنة الأخيرة من الجامعة مع عزيز وجمال وعبد الكريم، كنا أصدقاء لا نفترق، كانوا ظلي، وكنت مزودهم بمتطلبات الحياة، بحكم وضعي المادي، كنا لا نفترق. كنت معروفاً باني زير نساء، كنت أتباهى بالحصول على مرادي من أي فتاه، ومرات كنت أتراهن مع أصدقائي، ودائماً أفوز، إلا رهاناُ واحداً، رهان سميرة. كانت شابة تبتعد عن الشباب والبنات لا تكلم أحدا، جلس في أولى المدرجات وتكون في طليعة المغادرين بعد انتهاء المحاضرات. في ذاك اليوم تحداني عزيز، على أن ادفع ثمن عشاء لو لم افلح بالنيل من سميرة، أو يدفع هو إن ربحت. لا أحد كان يعرف شيئا عنها، تمشي لحالها ومواعيدها دقيقة، حاولت كم مرة أن أكلمها، أهديتها الورود، وكتبت لها الرسائل، لم تعرني أي اهتمام، سوى تلك النظرات التي كانت تبعدني وتشعرني باني حثالة، لم تتفوه ولا بكلمة، مر شهر وأنا ورائها كظلها، عرفت أنها من طبقة فقيرة تقطن في  حي شعبي، سألت عنها وسمعت كل خير عنها وعن والدها الذي يظل يطوف الأزقة من الصبح إلى المساء، ليقدم لقمة إلى أولاده الستة. خجلت من نفسي، وفي يوم قررت أن ادفع ثمن العشاء لعزيز على أن ألاحقها، فأكيد أن ما فيها يكفيها من الهموم، حرام أن أزيدها جرحا وهماً. طلعنا في ليلة السبت إلى مطعم شهير احتفلنا بخيبة أملي وفوز عزيز، وكانت تلك الضحكات تزعج من في المطعم. عندها لم أحس بنفسي وأنا امسك يد عزيز أقول له، بأنها اشرف بنت عرفتها، وأنا لم أقوى على الضحك عليها، ممكن أن اشتريها بنقودي، لكن لا أحتمل نظراتها. عم سكون على طاولتنا، وكأن أصدقائي صفعتهم، أيعقل أن أكون أنا من يقول هذا الحديث من أين تعلمت أن افهم معانات الناس، وابتعد عن إلحاق الأذى بهم. بكل لباقة غير عزيز مجرى الكلام، وخططنا لنهاية الأسبوع أين نقضيها، فنبهنا عبد الكريم إلى مسرحية هزلية تقام نهاية الأسبوع في الجامعة مساءاُ. اتفقنا ثم ركبنا سيارتي وقذفت كل واحد منهم إلى باب بيته. لم استطع النوم تلك الليلة وأنا أفكر في سميرة. بدأت تعشعش مخيلتي وعيونها تسكن روحي، لم اعد اقدر على التفكير، إلا بها، أراها وهي تمشي وهي ترمقني بنظراتها، خطواتها السريعة، وشعرها الأسود الناعم، اوووف أيعقل أني أحبها...فجأة أرى أختي واقفة أمامي، لم ألاحظ وجودها، إلا وهي تمرر يدها على رأسي وتقول أخي، أتحب؟ لم أرك يوما هائماً تائهاُ كالليلة، من هي احكي لي افتح لي قلبك فأنا آختك الحبيبة، لم أحس بنفسي وأنا أقص عليها كل شيء، عندها قالت لي: عادل يا أخي، دعها وشأنها واحترم مشاعرها، فهي لا تستحق العذاب لكي تعاملها كباقي الفتيات، دعها وذق عذاب الحب، لتعدل عن الطريق التي كنت فيها. خرجت من غرفتي وأنا أفكر في كلامها، قررت أن اكلمها صباحاُ واطلب منها العفو والصفح. لم أشعر إلا شعاع الشمس الدافئة يخترق نافذتي، ليعلن عن بداية يوم جديد، أخذت حماماً بارد، وخرجت بدون أن افطر. ركنت سيارتي وتسمرت قربها انتظر وصولها، هاهي آتية، تبعتها حتى اقتربت منها وقلت لها: أرجوك ولو لمرة اسمعي جيداُ ما أقول لك، لم تعرني أي اهتمام، فلم اشعر بنفسي إلا وأنا أقول لها أنت رهاني، نعم لقد كان التعرف بك والتقرب إليك رهاناُ، حينها تسمرت في مكانها، والتفت نحوي وتقول: رهان !!! قلت لها نعم رهان وأنا أتأسف يا سميرة، حاولت بكل الطرق أن أفوز بك، لا أن أفوز بالرهان، لكن أنت علمتني أن بنات الناس لسن للعب ولا اللهو، كل ما اطلب منك الصفح، أرجوك سامحيني، فلن اقترب طريقك مرة ثانيه، لن أزعجك أعدك، لكن سامحيني، ابتسمت ورأسها إلى الأرض، ومشت في سكون. ذهبت إلى الكفتيريا لأشرب قهوتي وبعدها اذهب لمحاضراتي، لكن لم يهدأ لي بال، إني أفكر فيها، إني أحبها، يا ربي ماذا فعلت بنفسي!!! أحسست بأحد يجلس جنبي فإذا بسميرة تطل علي وتقول: لا تفكر في شيء، فأنا أسامحك يا عادل فصدقك معي قبل قليل كافي لأقول لك لا عليك، لكن أنت تدري جيداُ من أين أنا وبنت من، فكل همي أن ادرس واحصل على وظيفة لأساعد عائلتي، هذا همي الوحيد، أما نفسي فقد نسيتها، أرجو أن تحترم وعدك لي يا عادل.... راحت ولم أنبس ولا بكلمة، وكلمة واحدة ترد على مسامعي من أين عرفت اسمي. رن الهاتف ليقطع مقاطعاً من الماضي وإذا بأختي تنتشلني بصوتها من رجوعي إلى الماضي، إنها أختي الحبيبة تسأل عني، وإذا بي أقول لها لقد التقيتها هي وعزيز، سكتت وتلك الآه تطلع من نفسها الحزينة على أخيها، وتقول لي أريد أن أراك اليوم، قاطعتها وقلت لها سوف أسافر الليلة لن أبقى هنا بعد وقفلت الخط، وسكرت الهاتف. الآن انظر إلى أمواج البحر وهي ترتطم بالصخور، كأنها حياتي تأتي وتذهب، لقد دام غيابي أكثر من سبعة سنين قضيتها بعيداً عن مدينتي وأهلي وعن ..... ضربت يدي على فخدي وأنا أتحسر على ذهابي إلى ذاك المجمع اللعين، لما التقيتهما، اووووه، يجب أن اهرب بعيداُ، لا يمكن أن أدخل حياتهم من جديد. مسكت رأسي وختطفتني مشاهد الماشي إلى نهاية الأسبوع التي كنت اقضيها مع أصدقائي، كانت المسرحية تعرض مساءاً، كان الضحك يعم المسرح، لم احتمل وتسللت خارجاُ لم اذكر إلا وأنا امشي في دروب ظلماء، ابتعدت عن سيارتي وعن الجامعة وإذا بي اسمع صوت  فتاة تطلب العون، ركدت نحو الصوت، لأجد متسكعين يحاولا اغتصاب فتاة، رأيت نفسي في مكانيهما وسميرة في مكانها، لم أتماسك أعصابي وهاجمت المتسكعين بكل قوتي، هرب واحد وأفرطت في ضرب احدهما حتى سالت الدماء، وفقد الوعي، تجمع بعض الشباب حولي وهم يشاهدون أصب كامل غضبي عليه، أجهزت عليه، قتلته، تجمدت قدماي والقيود في يدي. رميت بين المجرمين وتدخل والدي بكل صلاته لأخرج ولا أبيت ليلة في ضيافة الشرطة، لم يفلح رغم ماله وسلطته، لأني اعترفت في محضر التحقيق، في تلك الليلة استحلفت أبي بروح أمي ان يدعني أعاقب على ما اقترفته. انتهى مشوار الدلع وكشرت الحياة عن أنيابها، تمت المحاكمة في ظروف يمكن القول عنها بسرية، لحساسة مكانة والدي. نطق القاضي بعشر سنوات، ورحلت إلى السجن المركزي، في أول ليلة لي هناك انقض عليا ثلاثة أشخاص وفعلوا ما فعلوه، استحلوا عرضي، بكيت مثل فتاة، حتى فقدت الوعي، واجد نفسي في مستشفى السجن، طلبت من والدي أن أكون في زنزانة لوحدي، وكان لي ما أردت، بقيت رفيق روحي الجريحة، أعاتب الأيام، وعلى عيشة الضياع التي عشتها، لم اعرف حنان الأم، فلقد رحمها الله في ليلة المخاض، وأختي الحبيبة هي من ربتني، أما والدي فنادراُ ما أراه، اغلب الوقت يقضيه في مكتبه أو عند خليلته. أيام السجن راجعت نفسي كثيراُ، فعلاُ كنت أبله ولا اكترث لشيء، فحال المحال لا يدوم، في يوم زيارة أختي جاءتني بخبر عن سميرة، فقد أتتها تسأل عني في بيتنا، يا غرابة الظروف، لقد وجد الحب طريقاُ إلى قلبها، لكن بعد فوات الأوان، لم تقل لها أختي أين أنا، فقط هاجرت إلى أوربا، لم يعلم احد بمكاني. عند سماع الخبر عن سميرة وعن سؤالها عني، أصبحت أعيش وهماُ اكبر، وزاد حبي لها لأبعد الحدود، صورتها من هونت علي أيام السجن، هي من رسمت البسمة في قلبي في وحدتي، حلمت بها في كل ليلة، حتى جاء قرار بحسن سيرة والسلوك وتركي زنزانتي.... أفقت ثانية من غيبتي من مقاطع الماضي، وفتحت هاتفي لأعتذر لأختي عن إقفال الخط في وجهي، فجأة رن الهاتف في يدي، ورقم غريب يناديني، فتحت الخط، وإذا بسكون، قبل أن اسمع عادل أنت بطل في نظري ولست بمجرم، وستظل حلماُ بالنسبة لي، أحبك. انقطع الخط وأنا من دهشة من أمري، إنها سميرة لقد حفظت رقمي لما أعطيته لعزيز، واتصلتـ، لقد عرفت ما حل بي، لكن كيف؟ صفعت وجهي بيدي، لأفهم شيئاُ أتحبني فعلاُ، كيف تزوجت صديقي عزيز؟ ماذا حصل في غيابي؟ انقطعت أحبال التفكير وأختي تطلبني بالهاتف، وهي تقول إذا كنت ستسافر، سأسافر معك لن أتركك لوحدك يا أخي. سكت قبل أن أقول لها سأمر عليك الليلة ونسافر معاُ. رميت هاتفي لتحتضنه أمواج البحر، لأسافر من جديد


لم أكن أعرفها



اول مرة انشر كلمات ليست لي، فارجو ان تجد الكلمات عنواناً الى قلوبكم

لم أكن أعرفها 

عدت من سفرى وقد طالت بى الغربة عاما كاملا .. بعيدا عن زوجتي وأولادي ..عدت لأكون معهم وبينهم .. فكم افتقدتهم في غربتي 

وبعد أن عدت وزارني الأهل والأحباب والجيران …..أفتقدت جارا ً لي ..لم يكن صديقا .. ولكنه كان جارا مميزا من بين الجيران 

لم أكن أسمع منه غير صوته العالي .. كنا فجأة في منتصف الليل تصل إلى مسامعنا طلقات نارية من لسانه إلى زوجته وأولاده قرب كل فجر 

وقد عدت من سفري .. ومرت على عودتي أسبوعين وأكثر .. ولم أسمع منه صوتا ..فسألت زوجتي : أين جارنا أبو إسلام .. الذي كنا نسمع 

صوته قبل كل فجر . . فمنذ عودتي لم يأت وزوجته .. ولم أره ….فرأيت في عينيها حزنا لم أره من قبل .. وقد أدمعت وكادت تبكى وهى تحاول 

الإجابة على سؤالي : نعم .. هو في بيته لا يخرج .. بعد أن توفيت زوجته رحمها الله منذ ثلاثة أشهر 

ومنذ توفت لم نره خارج منزله .. فقد تقوقع داخل بيته دامعا .. نادما ..على فقدانها 

فخيم الصمت حولنا لفترة بكيت فيها زوجتي .. ووقعت بداخلي صدمة شديدة .. فقد كانت زوجة مميزة من ضمن الزوجات .

ثم عدت وسألتها : وهو ..؟؟ هل هو بخير ..؟ 

فأجابت : هو بخير .. لكنه حزين .. وما جدوى الحزن الآن …؟ 

فقلت لها : سوف أزوره غدا بمشيئة الله تعالى .

وجاء الغد .. ولم أكن أستطع الانتظار إلى زيارته .. فذهبت إليه .. ووصلت إلى الباب .. ودققت الجرس ولم يرن … فقد كان البيت هادئا 

حتى من الجرس .. وصوت الأطفال ……. فأخذت أدق الباب بيدي .. وفاتت فترة من الوقت حتى انفتح الباب ..

فوجدت رجلا آخر غير الذي أعرفهوجدت رجلا هزيلا تقاذفته الأيام الحزينة حتى توارى بين جدران هذا المنزل الذي كان ينبض بالحياة 

فارتمى على صدري .. واحتضنته باشتياق وحزن وعزاء .. فبكى على صدري وهو يقول لي : سامحني .. أرجوك تسامحني يا أستاذ شريف 

فلم يعد باستطاعتي تحمل زعل الناس منى .. أرجوك تسامحني على الشجار الذي نشأ بيني وبينك قبل سفرك أرجوك.

فقلت متسائلاً : أسامحك على ماذا ؟ .. لقد نسيت .. أنا لا أذكر شيئا ….. فان الغربة جعلتني أنسى .. وأسامح أي ابن بلد لي .. وأشتاق 

إليه أيضا .. وددت لو أرسل لك خطابا أسألك فيه عن أحوالك … لكن المشاغل كانت كثيرة .. وقد اكتفيت بإبلاغكم  السلام من خلال زوجتي 

أتمنى أن تكون قد وصلتك سلاماتي .

قال: نعم .. لقد كانت تصلني أولا بأول .. لكنى كنت لا أكترث بها … ولا أهتم … سامحني يا أخي 

وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث كان مهموما وحزينا على فقدانه زوجته … فرجوته أن يكف عن البكاء …فقال : كيف أكف عن البكاء عليها 

..؟ والله لو بكيت بقية حياتي عليها فلن أوفها حقها … لقد كانت زوجتي … شريكة حياتي .. شريكة فراشي … شريكة لقمتي .. أم أولادي ..

فكيف لا أبكيها عمري …؟؟ 

فظهرت على علامات الدهشة من كلماته الرقيقة على زوجته .. ولم أستطع إخفاء دهشتي ونظرت إليه .

فقال لي : أعرف لم هذه النظرة .. وأعرف لم الدهشة .. آن لي أن أعترف بأخطائي .. آن لي أن أعطيها ولو جزء من حقها عندي

آن لي أن امتدحها … أن أحبها … أن أحفظها بعد موتها .

فكم طال انتظارها لهذا المدح .. وهذا الحب ..

كم طال انتظارها لابتسامة منى بخلت عليها بها 

كم طال انتظارها لضحكة … ضحكتها خارج المنزل ولم آتى لها بها 

كم طال انتظارها وهى تنتظرني حتى الفجر لأعود وأعوضها عن غيابي .. وإذا بي أحتد عليها ..

وأوبخها على أتفه الأسباب 

فكم طال انتظارها لكلمة رقيقة .. كانت ستكفيها بعد تعب طول النهار في مراعاة بيتي ,, وأولادي .. وكنت أتلفظ بأقسى الكلمات وكأنها لا قيمة لها 

كم طال انتظارها لهدية بسيطة … وقد كانت ستسعدها وردة … ولم أكترث ولم أهتم بمشاعرها حتى في المناسبات الخاصة لدينا .

وكم طال انتظارها إلى خروجها معي .. في حمايتي … ممسكا يدها أمام الناس افتخارا بها ….

زوجتي .. أم أولادي ….. هي لي .. وأنا لها .. تملأ عيني … وأملأ عينها .

وما أخذت منى سوى تلك الجدران … وهذا السجن التي عاشت .. وماتت فيه .

كم طال انتظارها لحبي الذي لم أظهره لها أبدا .. وقد كانت كلمة …أحبك …. ستزودها قوة واحتمالا على قسوة الأيام 

كنت أخرج من بيتي في أبهى زينة .. أضع أحدث العطور .. وألبس أغلى ملبس .. ذاهبا إلى عملي … وأخرج من عملي مبكرا .. مستبدلا رجوعي 

إليها بجلوسي مع أصحابي … أضحك .. وأمرح … لأعود إليها وقد نفذ كل شيء جميل لدى .. أعود إليها مرهق .. متعب .. عابس الوجه .. سليط 

اللسان .

كم طال انتظارها لمجرد مكالمة تليفون من عملي لن تكلفني شيء … أسألها فيها عن أحوالها … وكيف قضت يومها .. وأشعرها باهتمامي ….

وأقول لها كم أفتقدها ……. كنت لا أهتم …… ولا أفعل .

كنت أمشى في الأرض هباءاً .. مختالامطمئنا أنها في المنزل دائما تنتظرني … فأين كانت ستذهب …؟ 

وكم ضجرت من لا مبالاتي …. وعدم انتمائي لها … ولبيتي … ولأولادي .

وكم حاولت النقاش … والحوار معي في هدوء .. وكانت لا تحصد منى سوى قسوتي … وجفائي .

وكم طال ليلها وهى تبكى وتنتحب .. في انتظاري … أكفف دمعها … وأضمها إلى صدري .. وأشعرها بالأمان .. والحماية … ولم أفعل .. لم أفعل .

أظل ملتصقا في مكاني متعاليا .. متكبرا .. حتى يغلبني النعاس … ويعلو شخيري حتى الصباح .

وإذا بي أراها في الصباح التالي .. ولم يغمض لها جفن من البكاء

كم طال انتظارها لكلمة حق منى .. على لساني … كلمة .. آسف …. حقك عليا ..

أظل صامتا كالجبل .. ألبس .. وأتزين كعادتي .. وأتعطر .. ,أخرج بكل بساطة وأتركها بين الهم والكرب … بين اليأس س والانكسار .

وكم طال انتظارها وهى مريضة .. لأسألها ما بك .. وأهتم بإحضار طبيب ودواء .. وعندما كنت أعلم أنها كانت عند طبيب ما .. أسألها سؤالا عابرا ..

جبر خاطر … ولا أسألها عن مصاريف العلاج .. أو كم دفعت … وأعطيها … أو حتى أذهب معها 

آه ….. يا لقسوة قلبي … كم أنا جاحدوظالم .

ولطالما كانت أسيرة صمتها .. وحيرتها .. وحزنها … وجرحها … الذي أسببه لها بقصد وبدون قصد .

فقد أخفت عنى مرضها …. كان سرها الذي حاولت جاهدة إخفاءه عنى .

ولم لا …. فقد كنت عنها أغرب الناسكنت معها ولست معها … كنت زوجها ولا أعرفها ….كنت النصف الآخر الذي مات قبلها بسنوات

ولم تستطع حمله .. باتت لا تعرفني وأصبحت غريبا عنها .. فأخفت سرها .. حتى رحلت 

أكانت تعاقبني فى صمت … ؟ لم أعرفها .. نعم .. لم أعرف زوجتي .. لم أقدر زوجتي … لم أحب زوجتي .. لم أحافظ على زوجتي

عدت يوما وجدتها قد رحلت عنى .. لقد استعاد الله أمانته التي لم أحافظ عليها أبدا .. فكيف لا أبكيها عمري ..؟ 

تركتني في صمت .. كما كانت تعيش معي في صمت .. كم أفتقدها بعد أن فقدتها .

وددت لو أرحل وألحق بها … لأرد لها ولو جزء من حقوقها .. التي كثرت عندي .. ولم أعد أستطع حملها ..

وأخذ يجهش بالبكاء .. بكاء مرا .. لم أره قط في هذه الحال … وأمسكت بيديه .. وأخذت أضغط عليها .. وأقرأ له بضع من آيات القرآن الكريم .

حتى هدأ .. واستكانت نفسه … لم يبح لأحد غيري بهذا الاعتراف الثمين من قبل .. وكأنه كان ينتظرني أنا حتى أعود من سفري .

خرجت من بيته مهرولا إلى زوجتي .. أحتضنها في مرارة .. باكيا .. داعيا الله عز وجل ان يبقيها لي سالمة .. ويبقى لي أولادي غانمين ..

وجلست أسألها عن حالها و أحوالها خلال العام الماضي الذي غبته عنها … وأشعرها باهتمامي .. وحبي … ولهفتي .

إلى كل زوج ….. هل لا بد أن ترحل زوجتك عنك حتى تعرفها ..؟ 

الى كل زوج ….. هل لا بد أن تخسر زوجتك حتى تعرف قيمتها ..؟ 

الى كل زوج ….. أما آن الأوان كي تصلح ما انكسر بينكما ……؟ 

الى كل زوج …..أما آن الأوان أن تعترف لها بأسفك .. وتقول لها حقك على …؟ 

الى كل زوج ….. هل تستكثر عليها كلمة ….أحبك….؟

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 


Publicité
Publicité
Commentaires
Facebook.com/LharbaPliz
Publicité
Archives
Facebook.com/LharbaPliz
Derniers commentaires
Publicité